المملكة- من التأسيس بالحب إلى رؤية مستقبل مشرق

المؤلف: عبدالكريم الفالح10.08.2025
المملكة- من التأسيس بالحب إلى رؤية مستقبل مشرق

لقد انطلقنا بالتكاتف والاتحاد، وبالتنظيم المحكم، وبالتواصل الفعال، وبالبناء المتواصل، وبالرونق والجمال.

وتأسسنا بالحب الصادق والإخلاص العميق...

وذلك بفضل مساندة ودعم الإمام محمد بن سعود، أمير الدرعية، للشيخ محمد بن عبدالوهاب، حينما أبرما ميثاقاً تاريخياً، ميثاق الدرعية، الذي أرسى دعائم الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثامن عشر المجيد.

اتفق الإمامان الجليلان على نشر الدعوة الإسلامية السمحة وتصحيح عقائد الناس مما شابها من شوائب الشرك والبدع والخرافات الباطلة. أزاحا الفتن والقلاقل، وأحلا محلها الأمن والأمان، ونشرا الاستقرار والازدهار في ربوع البلاد.

تأسسنا أولاً، ثم توحدنا وتلاحمنا، وتطورنا وازدهرنا، فأبدعنا وابتكرنا وشاهدنا بأعيننا... شاهدنا المشاريع الضخمة والفخمة التي تذهل العقول. وغدونا مجتمعاً نابضاً بالحياة، نسعى بكل جد واجتهاد نحو اقتصاد مزدهر في وطن طموح يتطلع إلى العلا. لقد تحولت رؤيتنا إلى واقع ملموس نعيشه اليوم، حيث تشهد المملكة العربية السعودية نهضة شاملة وكاملة في شتى المجالات بفضل رؤية 2030 الطموحة، وبفضل المشاريع العملاقة الكبرى مثل نيوم، والبحر الأحمر، ومدينة الرياض الذكية. أصبحنا ننظر إلى المستقبل بعيون كلها ثقة وتفاؤل وقلوب عامرة بالأمل والرجاء. لقد أصبحت المملكة نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة، حيث يتم دمج التقنيات الحديثة المتطورة مع القيم الأصيلة العريقة لبناء مجتمع متكامل ومتراص الصفوف.

إن قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية والثقافة تشهد تطوراً غير مسبوق، مما يجعل المملكة وجهة عالمية مفضلة للاستثمار والسياحة على حد سواء. ونحن نعيش اليوم عصر التمكين الحقيقي للمرأة والشباب ليكونوا شركاء فاعلين ومؤثرين في بناء مستقبل زاهر ومشرق. لقد أصبحت المملكة منصة للإبداع والابتكار في شتى المجالات، حيث يتم تشجيع ريادة الأعمال ودعم المواهب الشابة الطموحة في جميع المجالات بلا استثناء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المملكة تلعب دوراً محورياً وهاماً في تعزيز السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي من خلال مبادراتها الدبلوماسية والإنسانية النبيلة، وتسعى المملكة بكل ما أوتيت من قوة إلى تعزيز التعاون الدولي المثمر وبناء جسور التفاهم والمحبة بين الشعوب المختلفة.

لقد قطعنا شوطاً طويلاً ونجحنا في تحقيق الكثير منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، ولكن الطريق لا يزال طويلاً وممتداً أمامنا، وهو مملوء بالتحديات والفرص الكبيرة. ونحن نعوّل كل التعويل على إرث أجدادنا العظام وقيمنا الأصيلة الراسخة لمواصلة مسيرة البناء والتطوير والازدهار والتقدم.

معاً، يداً بيد، سنواصل السير بخطى واثقة وثابتة نحو المستقبل المشرق، متمسكين بقيمنا النبيلة، ومستلهمين من رؤيتنا الطموحة التي لا تعرف المستحيل.

إننا لسنا أمة تأسست على الحب والجهد فحسب، بل نحن أمة عظيمة تؤمن إيماناً قاطعاً بقدرتها الفائقة على صناعة الرونق والجمال وتحقيق المستحيل، وتحويل التحديات والصعاب إلى فرص واعدة، وبناء مستقبل مشرق ومزدهر للأجيال القادمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة